阅读对学习语言很重要哦!小编在这里为各位学员准备了一篇阿拉伯语新闻!大家赶紧看起来,记起词汇,之后能顺利的说出这门小语种了呢!祝大家学习愉快!

تعليق: إسرائيل، لاعب جديد على رقعة الشطرنج السورية

بقلم :ما شياو لين، المدير العام لوكالة بوليان

تدخل الأزمة السورية خلال الأيام القادمة عامها الثالث بعدما خلفت اللعب السياسية لمختلف الأطراف خلال العامين المنقضيين عشرات آلاف الضحايا وقرابة المليون لاجئ، في حين لم تؤدي إلى تغير جذري على أرض الواقع. بل على العكس، فقد أصبح المشهد أكثر فوضة مع تواصل عمليات الكرّ والفرّ وتزايد القوى المتدخلة. في ذات الوقت، تطل إسرائيل العدو التقليدي لسوريا برأسها يوما بعد يوم كلاعب جديد على رقعة الشطرنج.

وفي هذا السياق، أعلنت وسائل الإعلام الرسمية السورية يوم 7 مارس الحالي، بأن المخابرات السورية تمكنت من ضبط أجهزة تجسس إسرائيلية مزودة بكاميرات لنقل الصور، تم تصميها على هيئة صخور وضعت على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وقالت أن هذه الأجهزة معدة للتواصل مع "الإرهابيين" داخل التراب السوري، ما يثبت مرة أخرى "الدور الذي يلعبه الصهاينة داخل الوضع السوري الحالي". وقد أقدمت إسرائيل خلال الشهر الماضي وبدون سابق إنذار على إرسال مقاتلة إلى داخل العمق السوري وقامت بتفجير منشآت بحوث علمية، ما يعكس تزايد العوامل الإسرائيلة في الوضع السوري، من جهة ثانية تدل أجهزة التجسس التي تم ضبطها مؤخرا على مستوى التدخل الإسرائيلي وإزدياد تعقد الوضع السوري.

يعلم الجميع أن سوريا وإسرائيل تجمعهما عداوة تزيد عن نصف قرن، فمنذ حرب الشرق الآوسط الأولى في عام 1948، ظلت سوريا أهم دولة على دفة الجبهة العربية، وتعد ثاني أكبر عدو لإسرائيل بعد مصر. لكن نظرا لأن تكتيكات ونفس وقوة الجبهة العربية لم تكن في المستوى المطلوب، كانت عدد هزائم سوريا ضد إسرائيل بعدد الحروب التي خاضتها معها، ولم تستطع سوريا إسترجاع أكثر من 1000 كلم مربع من آراضي الجولان منذ أن فقدتها في عام 1967.

هناك مقولة في الشرق الأوسط تقول: لا يمكن خوض حرب عربية مع إسرائيل بدون مصر، ولا يمكن تحقيق سلام عربي إسرائيلي بدون سوريا. وهو ما يعكس المكانة المركزية التي تحتلها سوريا في الشرق الاوسط سواء من حيث الموقع الجغرافي أو من حيث الأهمية الجيوسياسية. ورغم أن سوريا لم تستطع إلى الآن إستعادة الأراضي التي فقدتها، لكن بعد الإنسحاب التاريخي لمصر من المعركة ودخولها في سلام مع إسرائيل، أصبح مقترح "الأرض مقابل السلام" الخيار الوحيد بالنسبة لها. وفي ظل عدم كفاية القوة وفقدان الجولان وإنكشاف العاصمة، إضطرت سوريا لإحترام معاهدة وقف إطلاق النار، وحتى حينما كانت إسرائيل تقوم بغارات من وقت إلى آخر كانت سوريا "تغضب دون أن تتكلم" أو "تتكلم دون أن تتحرك". وهكذا تواصل هذا السلام البارد بين الجانبين لقرابة 45 سنة، خلالها كانت سوريا المستقرة والمتمسكة بالعلمانية والمحافظة على علاقات جيدة مع الغرب، كافية لأن تجعل إسرائيل أقل شعورا بالقلق على حدودها الشمال الشرقية.

غير أن الربيع العربي الذي بدأ في العام 2011 قوض فجأة الشعور بالأمن الإستراتيجي لدى إسرائيل، حيث أصبح الوضع الإستراتيجي الجيد والخالي من العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية على مدى الـ 30 سنة الماضية، يواجه مخاطر ليست بالهينة بعد وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم في مصر، كما انخرم الأمن الإسرائيلي على الحدود الشمال الشرقية مع إندلاع الأزمة السورية. ولهذا السبب كان لدى إسرائيل تقييم سلبي لطبيعة وتقدم ومآل الربيع العربي، وظلت تصفه بأوصاف من قبيل "العاصفة الرملية العربية"، "الشتاء العربي"، و" أفضع تغير للقوى في المنطقة"، لأن من سقط هم"المقربون من إسرائيل وأمريكا" ومن صعد في النهاية هم القوى الإسلامية المعادية لإسرائيل.

لكن نظرا للحساسية العالية لعلاقات العداوة والصداقة، إكتفى القادة الإسرائيليون المرتعدون خوفا مما يحدث بالدعوة علنا لمساعدة الرئيس المصري السابق حسني مبارك على البقاء في السلطة، في حين حافظت على يقظة وبرود شديد مما يحدث في الدول الأخرى، وحرصت على النأي بنفسها خارجا إلى حدود تعكر الوضع في سوريا وإضطرارها إلى التدخل.

الأزمة السورية كانت في الأصل نتيجة لتراكم العديد من المشاكل على غرار الديمقراطية ومعيشة المواطن والحقوق المدنية، لكنها سرعان ما تم إختطافها من قبل مختلف القوى التقليدية في المنطقة، وتحولت طعما ولونا إلى مسرح للصراع أوحتى حرب فاصلة بين العرب والفرس، السنة والشيعة، وبين القوى الوسطية والقوى المتطرفة، والجبهة المحالفة لأمريكا والجبهة المقاومة لها، وأكبر عملية خلط للأوراق في المنطقة بعد الثورة الإسلامية الإيرانية في عام 1979. حيث أصبح الحديث عن السلطة الشيعية في سوريا وايران بمثابة الوجبة اليومية على المائدة السياسية. أما السعودية وقطر ومختلف دول الخليج السنية والإخوان المسلمون السوريون الذين عانوا من الإضطهاد طويلا، بالاضافة الى بريطانيا وفرنسا اللتان يسعيان إلى إعادة صنع مجد وحلم إستعمار الشرق الأوسط من جديد فشكلوا معا "فريق طفيلي كبيرا".

بالتوازي مع ذلك، تواصل قوى تنظيم القاعدة الضيف غير المدعو والذي بصدد فقدان العديد من ساحات الحرب الحامية في العراق واليمن وأفغانستان، التغلغل في سوريا وتتحول تدريجيا إلى كائنات مفترسة ومعفنة للوضع، في محاولة لإثارة حرب أهلية وإستدعاء التدخل، وإدارة ساحة حرب جديدة منهكة لأمريكا. وهذا هو "الحصان الأسود" الذي تخشاه إسرائيل بالضبط، لأن الزمن قد أثبت بأن إسرائيل قد تتحمل حكومة علمانية "دكتاتورية" تلتزم بآليات وقف إطلاق النار، لكنها لأ تأمل أبدا الفتيل الديني أو الحكومات الديمقراطية المعادية لها، وأكثر من ذلك لا تأمل في أن يحط على جوارها "تنظيم القاعدة".

لذلك، فإن مهاجمة إسرائيل لهدفين داخل الأراضي السورية، كان ردا على القذائف التي سقطت على المناطق التي تحت سيطرتها، أما تفجيرها لمركز الأبحاث العلمية السوري فكان بسبب خشيتها من أن يقع السلاح الكميائي في أيدي مختلف القوى الخطيرة. وقد أثبتت أجهزة التجسس الإسرائيلة التي عثر عليها مؤخرا بأن الموقف الإسرائيلي من الحرب الدائرة في سوريا، قد تحول من السلبية إلى الإيجابية، ومن التعامل الحذر إلى التدخل الإيجابي، وهذا لاشك بأنه سيجعل الوضع المضطرب في المنطقة أكثر تعقدا.